وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي يوم الجمعة (28 /2 /2020) ان للوعي الصحي والرعاية الصحية وتطبيق الارشادات الطبية اهمية كبيرة في صحة وعافية الانسان، لان الصحة والعافية للفرد والمجتمع من الضرورات الحياتية لتأدية الوظاف والمهام التي ينبغي للفرد والمجتمع من تأديتها بشكل لائق لتحقيق التطور والتقدم والرقي والازدهار.
واضاف ان هنالك مفهوم متعارف عليه عن الصحة مفاده خلو الانسان في جسده ونفسه وعقله من الامراض، لافتا الى ان هذا المفهوم قاصرا وان المفهوم الصحيح الذي ينبغي الوصول اليه اضافة الى ما ذكر، ان تكون لدى الانسان القدرة البدنية والنفسية والعقلية فردا ومجتمعا على اداء المهام والوظائف الموكولة للانسان على وجه الارض كتوفير الوسائل المعيشية المطلوبة وتوفير اسس التقدم والازدهار والرقي للفرد والمجتمع
واوضح ان للوعي الصحي ركنان اساسيان يستند الركن الاول على زيادة الوعي الصحي من خلال تطبيق ثلاثة اسس، يتمثل الاساس الاول بنشر الثقافة الصحية الصحيحة المعتمدة على بيان وتوضيح المفاهيم الصحية السليمة المستندة الى الاسس العلمية والمعرفية المأخوذة من اهل الاختصاص بعيدا عن الاوهام والاساطير والعادات البالية.
واشار الى ان الاساس الثاني ينص على ضرورة اعتبار الوعي الصحي من ضرورات الحياة ومهامها لان الفرد والمجتمع السقيم لايتمكن من تأدية واجباته، مبينا ان الوصول الى هذا المستوى يتطلب وجود شعور بان الوعي الصحي ضرورة من ضرورات الحياة وليس امراً ثانويا وهامشيا وان يشعر بذلك الكبير والصغير، لافتا الى ان الشعوب المتقدمة التفت الى هذا الامر فتحقق لديها التقدم.
وبين ان الانسان يبذل الكثير من الجهد والمال من اجل توفير مستلزمات الحياة المادية المعيشية كالسكن وغيره، الا انه في الوقت نفسه عليه ان يشعر بان الوعي الصحي من ضرورات الحياة ومهامها ليكون هنالك فردا ومجتمعا سليما ومعافى قادرا على النهوض والتقدم والتطور.
ولفت الى ان الاساس الثالث ينص على ضرورة ان يشعر الجميع بمسؤوليتهم وان كل فرد مسؤول امام صحته وصحة الافراد من حوله ويعمل الجميع على التثقيف في الاسرة والمدرسة والجامعة وغير ذلك، مؤكدا ان المسؤولية الاساسية تقع على عاتق المؤسسات الصحية المعنية وبمساندة الجميع، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ان تتحول هذه الفاهيم الى قناعات وميول ورغبات تغرس وتصبح سلوكية في نفس الانسان، مبينا ان الثقافة لوحدها غير كافية وان من الضروري ان يصاحبها قناعة وتبني وميل ورغبة.
وقال الشيخ الكربلائي اننا حتى نحصل على تمام النتائج لا يكفي نشر الثقافة الصحية بل لابد من ان يتغير نمط الحياة الغذائي والصحي والبيئي اليومي والسلوكيات المجتمعية، مبينا ان ذلك يعتمد على اساسين يتمثل الاساس الاول بتلافي وتجنّب السلوكيات ونمط الحياة الصحي والبيئي الخاطئ، مشيرا الى الكثير مُنّا نظامه الغذائي خاطئ، ونظام البيئي فيه الكثير من الخلل.
وانتقد افتقار الشوارع والازقة والكثير من الاماكن للنظافة مما يتسبب ذلك في الكثير من الامراض والاوبئة.
ودعا الى ضرورة الالتفات للتداعيات والاثار السلبية ازاء عدم وجود وعي صحي او عدم اتباع الارشادات الطبية اللازمة، خصوصاً اذا كان المريض صاحب كفاءة علمية او صاحب حذاقة مهنية او صاحب كفاءة حِرفية وانعكاس ذلك على خسارة المجتمع لطاقة ونشاط وعطاء هذا الانسان الذي يمتلك مثل هذه القدرات في تطوير المجتمع، فضلا عن الآثار النفسية للفرد المريض واسرته وعائلته وارحامه واصدقائه وانشغال الكثير منهم بالاعتناء به وبذل الجهد والوقت من اجل رعايته، اضافة الى الاثار الاقتصادية والمالية نتيجة استنزاف الأموال من أجل علاج الامراض خصوصاً الامراض التي تصل الى حد ان تكون مزمنة ويحتاج الانسان الى العلاج المستمر طوال حياته.
وابدى ممثل المرجعية الدينية العليا عن اسفه ازاء وضع المؤسسات الصحية في العراق قائلا " ان المؤسسات الطبية في بلدنا وللاسف الشديد دون المستوى المطلوب مما يزيد المسألة تعقيداً وصعوبة في معالجة هذه الامور".