اكدت المرجعية الدينية العليا متمثلة بسماحة السيد السيستاني (دام ظله ) على لسان ممثلها في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في خطبة الجمعة(12 ذو القعدة 1436هـ) الموافق (28/8/ 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف إذ كانت على امرين:
الامر الاول:
ان من متطلبات النجاح في معركة الاصلاح هو تفهم الساسة الذين بيدهم مقاليد الامور في البلاد لأحقية مطالب الشعب بتوفير الخدمات ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وقيامهم بخطوات اساسية تحقق الثقة والاطمئنان لدى المواطن بانهم يتجاوبون مع هذه المطالب ويؤمنون بها ويسعون بجد وصدق لتحقيقها فالمواطن جرّب وخَبِر وعوداً سابقة لم يجد منها على ارض الواقع ما يفي بحل المشاكل التي يعاني منها طويلا، بل وجد انه اريد بها مجرد تهدئة المشاعر وتسكين الام المعاناة بصورة مؤقتة, فلا بد من ان يعمل المسؤولون في هذه المرة بصورة مختلفة عما مضى.
الامر الثاني
اتسعت في الآونة الاخيرة ظاهرة هجرة اعداد كبيرة من الشباب العراقي الى بلدان اخرى حتى لوحظ انهم يستعينون بمجاميع التهريب المنتشرة في بعض البلادالمجاورة ويتحملون مخاطر كبيرة لهذا الغرض، وقد وقعت حوادث مؤسفة أدت الى وفاة اعداد منهم، وهذه الظاهرة تبعث على القلق البالغ وتهدد بإفراغ البلد من كثير من طاقاته الشابة والمثقفة والأكاديمية، وقد ساعد على توسعها فقدان مزيد من الشباب لأدنى أمل بتحسن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في المستقبل القريب وإحساسهم بعدم وجود فرصة حقيقية لتوظيف طاقاتهم العلمية بصورة ترضي طموحاتهم.
واكد ايضا على المسؤولين ان يدركوا حجم مخاطر وتداعيات هجرة الشباب والمثقفين الى بلدان اخرى وان يضعوا حلول جدية على وفق خطة تنموية شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية. والسعي في تنشيط القطاع الخاص لتوظيف اكبر عدد من الشباب العاطلين عن العمل, وحث ابناء الشعب من الشباب المحبطين من الاوضاع الراهنة ان يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل ولينظروا الى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الذين وضعوا ارواحهم على أكفهم ويقارعون الارهابيين في مختلف الجبهات ويقدمون الضحايا تلو الضحايا دفاعاً عن الارض والعِرض والمقدسات.