إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن الله جلت نعماؤه حيث كان خالق هذه الحياة وصاحبها وواضع سننهاــــــ كما غرس قواعد الحياة الانسانية من خلال ما أودعه في ضميره من القيم الفاضلةـــــ فإنه قد حمى هذه القيم بحقه العظيم كما بلغه من خلال رسالاته، فتضاعفت آثار كل قيمة أضعافاً مضاعفة بكون مراعاتها مراعاة لعظيم حقه، وانتهاكها كفراناً لجليل نعمته، فتعاظمت سنن السعادة وتفاقمت سنن الشقاء، فمن راعى قيمة بالنظر اليها وإلى أمره بها فقد راعى قيمتين، ومن انتهك قيمة أمر بها وقد وقف على ذلك فقد انتهك حقين، أعظمهما قيمة شكره وأجلهما مراعاة حقة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص128-129