إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
دلت الرسالات الإلهية ودلائل الفطرة على ان سبحانه وتعالى لم يكن ليحتاج في عظمته إلى مراعاة حقه، ولكن الإنسان هوه الذي يحتاج إلى ذلك ليبارك له في حياته الخالدة ويسلم فيها، بعد أن كانت سنن حياته وسعادته فيها مبنية على قيم الحياة الفاضلة، وكان حقه سبحانه قاعدة لهذه القيم كلها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص128