دراسة علمية عن الهيكل الحضري لمدينة كربلاء يتناولها موقع بحثي عالمي متخصص

نشر موقع "سيمانتك سكولر" العالمي المتخصص بالأبحاث والدراسات الأكاديمية، وعبر قسم الدراسات الهندسية التابع له، دراسةً تفصيليةً عن أثر التغييرات في الهيكل الحضري لمدينة كربلاء، على سرعة دوران الهواء فيها.

وقال الموقع إن "الدراسة التي أعدها الباحثون (ضرغام العبيدي)، و(حيدر محمد)، و(حـ. عطية)، قد بحثت موضوع تدفق الهواء الديناميكي في الهياكل الحضرية التاريخية لكربلاء، والتي تعد واحدة من الأمثلة النموذجية للنواة التاريخية في العراق، فضلاً عن منطقة الشرق الأوسط".

وبيّن الباحثون، أن "آلية نظام التهوية الحضرية الطبيعية للمدينة، تواجه بإستمرار قوى التغيير لأسباب مختلفة، مثل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية"، مضيفةً أن "هذه التغييرات في شكل المدينة، قد تضمنت على سبيل المثال لا الحصر، إزالة أجزاء كبيرة من الهياكل التاريخية الحضرية وأضافة هياكل خرسانية جديدة وشوارع حديثة ذات هندسة وأبعاد ومواد مختلفة".

وأشار الموقع التابع لمؤسسة "الين" البحثية غير الربحية في الولايات المتحدة، الى أن "مثل هذه التغييرات، تؤثر على نمط شبكات الشوارع ونسب الفراغات الجماعية في الهياكل الحضرية القديمة، والتي تم بناؤها بكفاءة لتوفير التهوية والتبريد بشكل طبيعي، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على سرعة وسلوك دوران تدفق الهواء"، مبيناً أنه "لأغراض التحليل، تم اختيار مرحلتين مميزتين في تكوين الهيكل القديم لكربلاء ورقمنتها، حيث إشتملت هاتيّن المرحلتين على الهياكل العمرانية العضوية قبل إنطلاق الأعمال الأولية لبناء الطرق في بداية القرن الماضي".

وجاء في الدراسة أيضاً، أنه "قد تم تحديد منطقة الدراسة بدقة لتمثل بيئة تقليدية تعتمد على استخدام نظام تهوية طبيعية عبر إنشاء أربعة نماذج محاكاة لمنطقة الدراسة للمراحل المذكورة أعلاه، حيث أظهرت المجموعة الأولى سرعة تدفق الهواء، بينما قدمت المجموعة الثانية ما يسمى بـ (LMA) أو (متوسط ​​العمر المحلي)، ليتم بعدها دعم عملية المحاكاة ببيانات الأرصاد الجوية التي تم مسحها مسبقاً، في حين أظهرت النتائج أن تغيرات الهياكل العمرانية القديمة تؤثر بشكل كبير على سرعة دوران الهواء".

وأشار موقع "سيمانتك سكولر"، الى أن "الأهم من ذلك كله، هو أن هذه النتائج توفّر مصدراً مفيداً للتخطيط العمراني المعاصر باستخدام مخططات شاملة في نوى تاريخية لها خصائص مماثلة لكربلاء في كل من المناطق المحلية والإقليمية، كما إن أحد القيود المهمة لهذه الدراسة، هو أنها لم تتضمن كتل حضرية أو وحدات سكنية مفردة في التحليل".