الإمام ابو جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) هو التاسع من أئمة أهل البيت الذين أوصى إليهم رسول الله (صل الله عليه واله) ، بأمر من الله سبحانه ، لتولّي مهام الإمامة والقيادة من بعده ، بعد أن نص القرآن على عصمتهم وتواترت السنة الشريفة بذلك . وتجسدت في شخصية هذا الإمام العظيم، كسائر آبائه الكرام، جميع المثل العليا والأخلاق الرفيعة التي تؤهّل صاحبها للإمامة الرسالية والزعامة الربّانية. وتقلّيد الإمامة العامة وهو في السابعة من عمره الشريف وليس في ذلك ما يدعو إلى العجب فقد تقلّد عيسى بن مريم (عليه السلام) النبوّة وهو في المهد. وقد سار هذا الإمام العظيم على نهج أبيه من القيام برعاية الشيعة وتربيتهم علمياً وروحياً وسياسياً بما يجعلهم قادرين على الاستمرار في المسيرة التي خططها لهم أئمتهم المعصومون حيث تنتظرهم الأيام المقبلة التي تتميز بالانقطاع عن أئمتهم فكان لابد لهم أن يقتربوا من حالة الاكتفاء الذاتي في إدارة شؤونهم فكرياً وسياسياً وأجتماعياً واقتصادياً . لقد استطاع هذا الإمام العظيم بالرغم من قصر عمره الشريف ، أن يحقق أهدافاً كبرى تصب في الرافد الذي ذكرناه . ويدل استشهاده ، وهو في الخامسة والعشرين من عمره ، على مدى نجاحه في حركته وتخطيطه حيث أربك حظوره في الساحة الاجتماعية والإسلامية الحكّام والطغاة واضطرّهم لاغتياله والقضاء على نشاطه البنّاء . " اعلام الهداية - الامام محمد الجواد ( عليه السلام ) "