عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة صدر كتاب (مرويّات الهدهد الغاضري) للشاعر عادل الصويري.
والكتاب شعري سردي تضمّن نصوصاً في السيرة الكربلائية في تاريخها القديم والمعاصر.
وجاء في مقدمة الكتاب: لأنَّ أكثر الكتابات تناولت كربلاء من زاوية ملحمة الطف تاريخيّاً؛ كان لابد من تجسير الرؤية بين الماضي والحاضر؛ قررت إدارة المركز إصدار كتاب (مرويّات الهدهد الغاضري) الذي يجمع بين الشعر والسرد للأستاذ الشاعر عادل الصويري؛ لتدوين الروح الكربلائية بما ينسجم وروح العصر، فقد حضرت في الكتاب شخوص الملحمة العظيمة، فضلاً عن أماكن المدينة ورموزها، وبعض الأحداث المعاصرة التي تمثل امتداداً للهوية الكربلائية الناصعة وسفرها الخالد.
ومن النصوص الواردة في الكتاب اخترنا هذا المقطع من نص (صوت الفتوى بين الشيخين محمد تقي الشيرازي وعبد المهدي الكربلائي):
" هذا المنبر، تَمُرُّ خلالَهُ الأزمنة، وهو في رُكنهِ بالصحنِ الحُسَيْنيِّ الشريف، قيلت عليه آلافُ الخُطبِ والقصائدِ والمراثي، وبكت تحته ملياراتُ العيونِ حزناً على مصيبةِ الوتْرِ في الخالدين، ما هو سِرُّهُ؟ وكيف له أن يحتفِظَ بحيويته كلَّ هذه القرون من الزمن؟ وما هو سرُّ الفتوى التي تُقالُ عليهِ؟
إنَّهُ الصوتُ الذي يُنَقِّطُ البلادَ، حين يهدد المعنى غموضُ الإنجليز، وسوادُ التكفيريّين، فيتحوّلُ الكلامُ فصيحاً من اللغةِ إلى (مكَاويرِ) العشائرِ، إلى سمرةِ الفراتيين والجنوبيّين في الألفيةِ الثالثة. إنَّهُ ابتساماتُ الوساوسِ المختنقةِ في صدورِ الأمَّهاتِ و (الشِيّابِ)، وسعفِ النخيلِ. إنه طمأنينةُ الخيوطِ الخضرِ المعقودةِ على أضرحةِ المُقدَّسين أن لا خوفَ على المقدّساتِ ولا الزوّارُ يُحرَمونَ بركاتِها".
يقع الكتاب في 70 صفحة من القطع الوزيري، وضم تسعةً وعشرين نصّاً تراوحت بين الشعر والسرد.