الامام محمد الباقر (عليه السلام) هو خامس الأئمة الأطهار الذين نص عليهم رسول الله (صل الله عليه واله ) ليخلفوه في قيادة الأمة الإسلامية ويسيروا بها إلى شاطىء الأمن والسلام الذي قدّر الله لها في ظلال قيادة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .
ولد الإمام الباقر (عليه السلام) من أبوين علويين طاهرين زكيين فاجتمعت فيه خصال جدّيه السبطين الحسن والحسين (عليهم السلام) ، وعاش في ظل جدّه الحسين (عليه السلام) بضع سنوات وترعرع في ظل أبيه علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) حتى شب ونما وبلغ ذروة الكمال وهو ملازم له حتى استشهاده في النصف الاول من العقد العاشر بعد الهجرة النبوية المباركة .
لقد عاش الإمام محمد الباقر (عليه السلام)طيلة حياته في المدينة يفيض من علمه على الأمة ، ويرعى شؤون الجماعة الصالحة التي بذر بذرتها رسول الله (صل الله عليه واله ) ، وربّاها الإمام علي ثمّ الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) كما غذاها من بعدهم أبوه علي بن الحسين (عليهما السلام) مقدما لها كل مقوّمات تكاملها وأسباب رشدها وسموّها .
لقد عانى الإمام الباقر من ظلم الأمويين منذ أن ولد وحتى استشهد، ما عدا فترة قصيرة جداً هي مدةّ خلافة عمر بن عبد العزيز التي ناهزت السنتين والنصف.
فعاصر أشد أدوار الظلم الأموي، كما أشرف على أفول هذا التيار الجاهلي وتجرّع من غصص الآلام ما ينفرد به مثله وعيا وعظمة وكمالا.
"اعلام الهداية – الامام محمد الباقر ( عليه السلام ) "