يتقدم مركز كربلاء للدراسات والبحوث بأحر التعازي الى مقام صاحب العصر والزمان والعالم الإسلامي والمراجع العظام بذكرى تهديم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام). في 8 شوال سنة 1344هـ، الموافق 1925م، على أيدي الوهابيين.
هدمت تلك القباب النيرة الطاهرة على مرتين، بأمر من حكومة آل سعود منذ بداية توليها للسلطة، ففُجعت قلوب محبي اهل البيت في مشارق الأرض ومغاربها، إذ كانت تحمل تلك البقعة مراقد الأئمة الأربعة المعصومين من أهل بيت النبوّة والرسالة (عليهم السلام)، وهم الإمام الحسن المجتبى ابن أمير المؤمنين، والإمام علي بن الحسين زين العابدين، والإمام محمد الباقر ابنه، والإمام جعفر الصادق ابن الإمام الباقر (عليهم السلام).
وبعد تهديمها في المرة الأولى من قبل الوهابيين كانت هناك آثار وبقايا قبب تدل على قدسية هؤلاء الائمة المعصومين، فبدأ الشيعة والمحبين يتهافتون اليها ويلمسون القبور فإذا بها تكون كالعجين في أيديهم من كثرة الدموع، فامتزجت الأحجار بدموع الشيعة الساخنة ومن هذا المنظر الغريب ومن هذه المعجزة الربانية تحول كثير من أهل السنة إلى شيعة اثني عشرية.
زمرة الوهابيين الخبيثة لم تكتفي بذلك فقامت بهدمها كليّاً وتسويتها بالأرض، بحجة حرمة تعلية القبور وحرمة زيارتها عندهم. إلاّ أن الحقيقة ليست هذه، بل لطمس معالم الأئمة حتى بعد شهادتهم؛ كي لا يكونوا رمزاً ماثلاً للعيان، يهدي طلاب الحقيقة الى المذهب الإمامي الحق. ولو لا تأثيرها في النفوس بالبركات النورانية لهذه المراقد ما سوّيت بالأرض، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.