ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وهناك طروح أخر متفاوتة في العلاقة التفصيلية بينها
فهناك طرح يرى أنه لا علاقة بين الدين والعلم، ولا انتفاع لأحدهما بالآخر، ولا شأن له به، لأن الدين يتحدث عما وراء الطبيعة، وهو خارج عن حدود العلم والبحث العلمي. نعم، كان الدين من قبل يفسر وجود الكون والكائنات والظواهر الكونية ولكن العلم الحديث تمكن من تفسير ذلك كله واستغني عن التفسير الديني.
ويری طرح آخر أن الدين يجافي العلم من جهات عدة، منها أنه يدعو إلى الإيمان بأمور وردت فيه مخالفة للمعطيات العلمية.
ويری طرح ثالث أن العلم جزء من رسالة الدين، وقد تضمن الدين بيان كثير من الحقائق العلمية في العلوم المختلفة، بل قيل: إن للقرآن الكريم باطنا يحتوي على جميع العلوم الإنسانية وغيرها، وإن الواقفين على أسرارها يطلعون من خلاله عليها.
وهذه الطروح الثلاثة كلها مجافية للصواب بالتأمل الجامع في علاقة الدين والعلم.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص37.