ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وعليه يقع الكلام عن علاقة العلم والدين.
والموقف الصحيح أن العلم الصائب هو منطلق الدين في مجال اهتمامه، وإعانته عليه؛ ومن ثم يجد الناظر في النص الديني - من خلال القرآن الكريم - أن فيه ثناء كبيرة على العلم، وتشويقاً للناس نحو الاستزادة منه ورفع الجهل، وتقديراً للعالم، قال عز من قائل: "قل هل يشتوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب" ، وقال الإمام علي (عليه السلام) "والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة"، مما يعطي انطباعاً عن تكامل الدين والعلم في دورهما في حياة الإنسان، وإعانة كل منهما للآخر في الحقل الذي يهتم به.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص36.