ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
من محاور استبانة اتجاه الدين في مناحي الحياة -: حول الدين والعلم.
المراد بالعلم
والمراد بالعلم هو معرفة الإنسان بالكون والكائنات واطلاعه عليها واكتناهه لها وتبصره في شأنها.
ويشمل العلم طيفاً واسعاً من المعلومات المختلفة الموزعة على علوم مختلفة وتنقسم
إلى أقسام ثلاثة:
الأول: العلوم الفكرية كالفلسفة والرياضيات والهندسة.
الثاني: العلوم الإنسانية مثل علم النفس والاجتماع والتاريخ والأدب وغيرها.
والثالث: العلوم الطبيعية مثل علم الكونيات والأحياء والفيزياء والكيمياء والجغرافيا.
وللإنسان حاجتان إلى العلم.
أ. حاجة ذاتية ونفسية، منشأها أن من جملة الغرائز العامة الفطرية للإنسان هو حب الاطلاع على الأشياء واكتناهها ومعرفة أسرارها.
ب. وحاجة عملية لأجل تسيير أموره من خلال العلم على وجه يسعد بها ويراعي مقتضيات الصلاح والحكمة.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص35.