ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ومن لاحظ صفات المتقي والمؤمن في القرآن الكريم والسنة النبوية و(نهج البلاغة) لاحظ أنها تقتضي أن المؤمن المتقي -مع ما فيه من صفاء النفس والإعراض عما لا يعنيه -ليس غافلا ولا ساذجة ولا مغفلا، بل هو كيس فطن، يقيس الأمور بمقاييسها، ويزنها بموازينها. هذا ما يتعلق بتوضيح الموقف الصحيح حول علاقة الدين والعقلانية العامة من ارتكاز الدين عليها وتقويته لها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص30.