ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وعلى ضوء ذلك يمكن القول:
(أولا): إن العقلانية العامة لهي مرتكز الدين -وفق الخطاب الديني نفسه -وتبتني أدوات إثباته على تحفيزها وتحريكها وإثارة مواضع السبات والخمول فيها لإدراك الحقائق واستيعابها.
و(ثانية): إن الدين قد اهتم بتقوية روح العقلانية العامة لدى الإنسان؛ حيث أشاد بالعقل والموازين العقلية العامة، كقوله تعالى: "الذين يشيرون القول فتون أخته أوليك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب"، وقد جاء في السنة النبوية و(نهج البلاغة) وسائر الآثار المعتبرة تأكيد كبير على أهمية العقل والتعقل والعناصر المختلفة الدخيلة فيه.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص29.