ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
النصوص الدينية وأسلوب الخطاب فيها – المتمثل في القران الكريم-يبين بجلاء ان الدين يرتكز على العقلانية العامة لدى الانسان، ويستند في طلب الإذعان به على هذه العقلانية، وذلك بتحفيزها وإعانتها للبت في شأن الحقائق الكونية الكبرى الثلاث.
ويتضح ذلك فيما يأتي.
لقد حث الدين على التعقل والتفكير والتدبر واتباع البرهان، ورفض الأساليب غير الموضوعية للفكر في شأن الدين وسائر اهتمامات الحياة مثل التقليد والتأثر بالرغبات والاهواء.
وبذلك نبه على انحصار الحجة بالإدراك الموضوعي الناشئ عن رصد مؤشرات الواقع، وعدم حجية الادراك الارتغابي.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص22.