ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ان الصحيح بالنظر الجامع في الخطاب الديني والتعليمات الدينية ان الدين – وفق المنظور الديني نفسه – يتقوم بالعقلانية العامة، ويعتمد عليها، ويساعد على تنميتها.
ولكن استناداً إلى مجموعة من الأسئلة حول نصوص الدين وتعاليمه فإن هناك طرحين محتملين في الموضوع.
الطرح الأول: ان مضمون الدين فوق مستوى العقل، فلا يُدرك إلا من خلال المشاعر القلبية والوجدانية، ولا يمكن تخريجه على أساس عقلي، فلا محل لإعمال العقلانية في شأنه.
الطرح الثاني: أن الدين يجافي العقل ومعطياته، لأنه يطلب الإذعان بأمور مخالفة للعقل من قبيل التسليم بأمور متناقضة، أو مخالفة للبديهة والإحساس، او افتراض أمور غريبة ولا يمكن الوثوق بها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص21.