ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ان العلاقة التي يفترضها بين الدين وبين السلبيات المفترضة في تلك المناحي يمكن ان تكون على أحد وجهين.
الوجه الأول: ان تكون علاقة مضمونيّة، بمعنى أن التعاليم الدينية بنفسها تتضمن ما يخالف الاتجاه الفطري في هذه المناحي.
وهذا الوجه يتوقف إثباته على الاستشهاد بنصوص دينية تفيد ذلك، بعد الفهم الصحيح لها بالتدقيق فيها، وفي المنظومة الفكرية المظللة عليها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص15.