ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
الواقع ان هذا المنطلق للدين –وهو تحري العقلانية والحكمة والفضيلة والحقيقة-بما فيه من النقاط الساطعة المضيئة يمثل في الوجدان الإنساني العام دليلاً على حقانية الدين والرسالة، اذ كان ذلك متقدماً على الادراك الخاص والعام في المجتمعات التي ظهر فيها الدين، بل لا يمكن لمدعٍ كاذب بالرسالة ان يجعل هذه المبادئ هي الأساس في الدين، يوجه الناس اليها، ويتحراها في خطواته، ويجيب بانفتاح بالغ على أسئلة الناس بشأنها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص14.