ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أنه على عكس السنوات الماضية، فقد بدأ الفلاحون العراقيون يتنفسون الصعداء وهم يرون محاصيلهم تملأ الأسواق المحلية وتباع بسرعة لم يشهدوها من قبل، والفضل في هذا يعود فيروس "كورونا" المستجد.
وقالت الصحيفة في تقرير مصور أن "العراق كان قد أغلق معابره الحدودية الـ 32 مع كل من إيران وتركيا وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية في منتصف شهر آذار الماضي في محاولة لمنع انتشار جائحة (كوفيد-19) المميت"، مشيرةً الى أن هذا القرار قد ساعد وزارة الزراعة العراقية على تسريع حملة لجعل أسواق الغذاء العراقية مستدامة ذاتياً، بعد أن أمضت سنوات طويلة في تجهيز نصف إمداداتها إعتماداً على الواردات الأجنبية".
وتابع التقرير أن "مساحة الأرض الصالحة للزراعة في العراق تبلغ حوالي 9.3 مليون هكتار، إلا أن هذا البلد يلجأ في كل عام، الى شراء سلعٍ بقيمة 2.8 مليار دولار من تركيا المجاورة، في حين تأتي الواردات الإيرانية بالمرتبة الثانية بواقع 2.2 مليار دولار".
ونقلت الصحيفة عن أحد مزارعي ما وصفته بـ "قلب العراق الزراعي" محافظة الديوانية، تأكيده إن "المزارعين ظلّوا لسنوات يعملون دون تحقيق أي ربح بسبب الدعم المحدود من الدولة، إلا أنه ومع إنتشار الفيروس الوبائي، اضطرت السلطات على مضض لإغلاق الحدود والإتجاه الى المنتج المحلي"، فيما أكد أحد المهندسين الزراعيين في المدينة إن "الكوادر العراقية أثبتت أنها تستطيع توفير الاحتياجات الغذائية للعراقيين".
وأشارت صحيفة "دايلي ميل" الى أن "لطالما نال العراق إشادات كبرى لما أبدعته حضارات أسلافه في بلاد ما بين النهرين، من تقنياتها الزراعية والإروائية الرائدة منذ آلاف السنين"، مضيفةً أنه "بالرغم من التطورات الأخيرة المبشّرة، إلا أن قطاع الصناعة مازال يعاني من الإهمال على نطاق واسع".