ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ان هذا البعد في غاية الأهمية للإنسان من جهتين:
أحدهما –وهو الأهم-أن هذه الاتجاهات بنفسها تكون من أدوات معرفة حقّانية أصل الدين وعدمه، من جهة أن هناك قضاء فطرياً ينبعث في داخل الإنسان في أصل الاتجاه اللائق في هذه المناحي، وهذا القضاء في المساحة المركزية لهذه المناحي موقف صلب لا يصحّ تجاوزه بحال. ومن المفترض في أي رؤية –دينية او غير دينية-في حياة الانسان ان ينسجم مع هذا القضاء الفطريّ، فلا يتجاوز الخطوط الحمر منه، حتى تتناغم مع التكوين الداخلي للإنسان، بعد أن كان هذا التكوين بنفسه مؤشراً على الهدي اللائق لحياته.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص10.