في خضم الاذلال المقيم الذي حاط بالعراقيين من الضباط البريطانيين، انفجرت شرارة الثورة الأولى بتصرفات الرائد ديلي وتابعه الملازم هيات معاون الحاكم السياسي في الرميثة الذي استدعى الشيخ شعلان أبو الجون وبعد حديث متبادل بينهما، اهانه وسجنه. وافرط الملازم هيات فأراد كما يتذكر أبو طبيخ، ان يلقن العشائر درسا بهجوم اهوج على قرية تابعة لعشيرة البو حسان فهرعت القرى المجاورة لمساعدة قرية البو حسان الواقعة تحت القصف والحقت الهزيمة بهيات وقواته أدت هذه الحادثة الى حرب شاملة بين العشائر والبريطانيين في الرميثة.
عندما ألقي القبض على شعلان أبو الجون كان يدري ان الاذلال بانتظاره في الديوانية على يد الرائد ديلي فعمد على استعمال الحسجية لتضليل الملازم هيات الذي لم يستطيع فك شفرتها فهي تقتضي موهبة خاصة وتجربة بين قائلها ومتلقيها ابلغ الشيخ شعلان أحد مرافقيه الذين جاءوا معه للمقابلة ان يذهب الى ابن عمه غيث الحرجان وان يطلب اليه ارسال عشرة ليرات ذهبية عثمانية قبل مغادرة قطار الديوانية.
لم يخامر الشك الملازم هيات اذ ليس من ضرر في ان يحصل السجين على بعض المال قبل هذه الرحلة البغيضة لكن غثيث الحرجان فهم حقيقة مراد ابن عمه، فاختار عشرة رجال اشداء بدلا من الليرات الذهبية وارسلهم الى السجن لإخراج الشيخ شعلان منه، وكانوا لهم ما ارادوا والرجال هم حبشان الكاطع وجنحيت الكاطع وحمود الراضي وعبد العبار وخضير العبود ونجم العبدالله وعبد عون ال حرجان وعاجل الراضي وثعبان الحاجم وداخل العبود لسوء الحظ اضحى هؤلاء الرجال في الضل بسبب القصة مواجهة شعلان أبو الجون للبريطانيين وادرجوا مع عشرات الالاف مثلهم ممن مثلوا الجندي المجهول في حرب العراق من اجل الاستقلال في اشعال شرارة ثورة 1920في الفرات الأوسط.
المصادر: