إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
إذا كان مستند المرء في حيلولته دون مقتضى رغباته الإذعان بالحقائق الكبرى في الوجود - من الله سبخانه والدار الآخرة- وما يقتضيه هذا الإذعان- من الاقتصاد في الشهوات وتحديدها- تجد أن النفس تنزع الى التشكيك فيها أو إنكارهان، إما لأصلها أو لما تتوقف عليه الاستجابة للرغبة وارضاؤها، وقد يبدي هذا التشكيك بصيغة فنية فلسفية، إلا أنه في عمقه ينشأ عن كراهة النفس لتقييدها باسم الدين.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص239