إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان كثيراً من وجوه القمع لا تستمر على حالها، إذ أنها ليست عملية لصاحبها، ومن ثم قد تؤدي إلى الإفراط على وجوه أخرى بعد ما كان المنهج المتبع يقتضي تركها أو التقليل منها، ويوجه الإفراط حينئذ بتوجيهات متكلفة ناشئة من الهوى، وقد لوحظ أن بعض هذه المناهج أدى في النهاية الى تشريع الإباحية أو بعض وجوهها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص237