إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان قمع الانسان لهذه الشهوات وكبته إياها من غير حكمة يولد في الانسان غالباً اضطرابات أخلاقية لا يمكن له أن يسيطر عليها، ولا يتاح له التخلص منها، وقد تكون بعض الافرازات غير الاخلاقية رمزية لا تتضح صلة واضحة بينها وبين الجهة المقموعة في داخل الانسان مما يعقد سبيل علاجها، ومن ثم ورد استحباب التكسب للإنسان.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص236