إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان الله تبارك وتعالى شوق الانسان الى الطاعة بنعيم الجنة وحذره من المعصية بأليم النار، ووصف ذلك أوصافاً بليغة تأخذ بمجامع القلوب كما في آيات شريفة لا تحصى، ولم يجعل نعيمه سبحانه في الجنة محض الحضور عنده والكرامة لديه وإن وصف ذلك، ولم يستثن عن هذا المعنى الانيساء والصالحين، بل صرح بتعميمه لهم، وهذا يدل على تأصل هذه الحاجات في كيان الانسان.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص235