إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
تعريفاً على الظن المتقدم ربما يؤسس منهج تربوي للإنسان على اساس ترك المرء للدنيا ما استطاع وقمعه لتلك الرغبات، مثل ترك الزواج وعدم طلب الولد قمعاً لغريزة النكاح والبقاء، والتقتير في الانفاق على النفس وعدم تحصيل المال بترك الكسب قمعاً لغريزة الاكل والشرب، وعدم التصدي لأي موقع قمعاً لحب الجاه والمكانة بين الناس، والاعتزال عن الناس قمعاً لحب الاجتماع، وترك الاطلاع على شؤون المجتمع والحكم قمعاً لحب الاستطلاع.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص232