إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
وقد زود الانسان المشاعر الفطرية بنوعيها لحاجة له اليها.
اما المشاعر العالية فقد جعلت في الانسان كدعم نفسي للإدراك الحكيم على وفقها، لمساعدة هذا الادراك على قيادة حياة الانسان في مناحيها كلها، والاشراف العام عليها.
وأما المشاعر الاعتيادية النوعية فقد جعلت هي أيضاً بدورها دعماً وتحفيزاً للإدراك بالحاجات التي طبُع عليها الانسان.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص230