إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ويمكن القول ان الانسان لم يفطر على صفة سلبية في أصلها، واما الاوصاف المذكورة فمن الواضح في بعضها أنها ليست صفة شر في أصلها كما في الغضب، فإن الغضب قوة انفعالية قد تكون لحق ويستتبع تصرفاً حكيماً، فهو حينئذ قوة نافعة تزيد من طاقة الانسان على الاقدام والصبر والتحمل، وقد يكون لغير حق أو يستتبع تصرفاً غير حكيم فيكون ضاراً حينئذٍ.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص228