إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
واعلم أن ما يقضي به الضمير مما يجده المرء من نفسه من خلال التأمل الباطن والرجوع الى الوجدان مع التجرد عن الرغبات الشخصية والنزعات الفردية، فما يورث في نفس المرء شعوراً بالاستقرار والراحة كان حسناً وما يورث فيه قلقاً ونكداً كان قبيحاً.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص220