إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
وليعلم أن الانسان انما زود من الضمير ــــ كالحكمة ـــ مستوى متوسطاً حتى يختار بينه وبين سائر طباعه وغرائزه، فلا هو بدرجة من القوة حتى يمنع المرء من مخالفته ويقهره على متابعته، إذ لو كان كذلك لعمل الناس كلهم على وفق ضمائرهم، ولم يحيدوا عنها إلى مقتضى سائر شهواتهم وغرائزهم، ولا هو بدرجة من الضعف بحيث لا يكون له أثر غير الامل والتمني، وذلك تحقيقاً لنظام الابتلاء ورعاية المقتضيات الاختبار.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص219