إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
وبفضل (الضمير) يتحقق في الانسان، لأنه لا ينظر في الاستجابة له إلى مكافأة ثواب ولا يحذر فيه من مجازاة وعقاب.
ومن ثم كان العمل الحاصل بداعٍ من الضمير أفضل من العمل بسائر الدواعي الحكيمة منفردة، ولو جمع بينها داعي الضمير لم ينقص فضل العمل بل كان ذلك أوفق بالعقل والسنة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص218