إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان للحكمة جهات حسب الحقائق التي يعلم المرء بها، ومراتب بحسب درجة الاعتبار بها، وربما تحلى المرء بالحكمة ببعض مراتبها او اتصف بها في بعض جهاتها، لعائق يمنعه في غيرها، فلا يشبهن امرؤ على نفسه فيما إذا وجد منها بعض الحكمة فيظن أنه قد حازها من كا نواحيها وبلغ الغايه فيها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص215