إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ليعلم أن المرء اذا اطلع على الحكمة أو ما يقتضي الاعتبار بها فأقبل عليها قوي صوت الحكمة في داخله حتى يبلغ درجة ينظر الى ما لا ينظر اليه عامة الناس ويرى ما لا يرونه، فيكون على يقين بأمره معايناً لعاقبته، وان أعرض عن التبصر بها سلبت منه روح الحكمة وضياؤها، وعاش كأنه لم يسمعها، فقسى قلبه وعميت بصيرته.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص214