إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان يتأمل النظائر والامثال لما هو فيه فيعتبر بها وبعواقب الامور فيها، فإن ذلك مما يثير الانتباه ويوجب الاتعاظ ويرفع حجاب الغفلة، ويكشف غطاء الحقيقة.
وليكن نظر المرء في ذلك الى حال أهل العقل والحكمة، ليثير روح التأسي في نفسه، والى حال أهل الجهل والغفلة ليثير فيها روح المباعدة عنه والحذر منه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص213