إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
وليعلم أن هناك عدة سبل لاعتبار الانسان بما يغيب عنه ويستقبله كالحقائق الكبرى في هذه الحياة.
أحدها: ان يكثر التفكير فيه حتى يعيش حالة الترقب والتطلع بالنسبة اليه، فيكون بذلك عنده على حد الحاضر في وقعه في نفسه حتى كأنه يجده فعلاً، فإن المرء متى غّيب شيئاً عن باله غاب عن قلبه، ومتى أكثر استحضاره حضر عنده.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص212