إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
من الخطأ في الإدراكات الحسية ما يقع في مقام استذكارها، وهو يقع أضعاف ما يقع في أصل الإدراكات الحسية، كما هو الحال في حكاية الإنسان لما اتفق له في حياته أو لما سمعه من غيره، ومن ذلك ما يقع فيه الرواة والمؤرخون في حكاية النصوص التي سمعوها أو الحوادث التي شهدوها وحرروها لاحقاً .
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص207