إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
على المرء أن يكون مسترسلاً في تصرفاته على وفق ما عليه عامة الناس كما كان عليه النبي (ص) وعترته، ولا يتكلف في رصد شيء لا يتعارف الوقوف عليه من غيره، ولا يعطي لنفسه مجالاً في نمو مثل هذه الأحاسيس الكاذبة، فإنها في أولها قلة بصيرة وتثبت ولكنها في آخرها حالة مرضية تراود المرء من غير إرادته، ولا ترتفع إلا بعناء.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص206