للدبابير أهمية كبيرة في البيئة لأنّ الكثير من أنواعها يتطفّل أو يفترس الكثير من الآفات الحشريّة، مما يساعد على التحكّم بأعداد الآفات التي تهاجم المحاصيل الزّراعيّة، إلا أنها من ناحية أخرى تثير الهلع لدى الكثير من النّاس بسبب لدغتها المؤلمة.
كشفت دراسة أنّ نوعاَ من الدّبابير يُسمى الدّبور البرازيليّ (Polybia paulista) يحتوي سمه على ببتيد مضاد للميكروبات (MP1) يمكنه تثبيط عدة أشكال من الخلايا السّرطانية مثل سرطان البروستاتا، وسرطان المثانة، وخلايا اللوكيميا المقاومة للأدوية المتعددّة.
وتقول الدّراسة التي نُشرت في المجلة العلمية "Biophysical Journal" أنّ (MP1) "يمكنه استهداف الخلايا السّرطانيّة دون أن يؤثّر على الخلايا السّليمة وذلك عن طريق مهاجمة الدّهون التي توجد على سطح الخلايا السّرطانية وإحداث ثقوب فيها، مما يساعد جزيئات الخلية المهمة على الخروج وقتل الخلايا السّرطانيّة، وقد افترض العلماء أنّ السر يكمن في الدهون المكونّة لأغشية الخلايا السّرطانيّة التي تكون على السّطح الخارجي لغشاء الخلية، أما الخلايا السّليمة فتتجنب أثر(MP1) لأنّ الدّهون تكون مخفيّة في داخلها، وأشار الباحثون أنّ قدرتهم على فهم آلية عمل هذا الببتيد ستساعدهم في تطوير الدّواء المناسب للقضاء على السّرطان مستقبلاً بعد التأكّد من أنّه آمن تماماَ".
ويحتوي سم الدّبور على مادتيّن، الأولى إنزيم هيالورونيداز (Hyaluronidase)، والثّانية الببتيد المحلّل للخلايا الصّاريّة، وتعمل كلا المادتين على إذابة الأنسجة الضّامة التي تربط بين الخلايا مما يسمح للبتيدات المدمِّرة للغشاء البلازمي بالانتقال إلى الخلية المجاورة وتدمير غشائها الخلويّ، وينتج عن هذا الانتشار تورّم واحمرار منطقة اللّدغة.
المصدر/ https://www.medicalnewstoday.com/articles/298863.php#1