إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
كثرت الدعاوى الخاطئة المتسرعة لرؤية الهلال في الأزمنة الاخيرة حتى يكاد يسلب ثقة المرء بأغلب الشهادات التي تقوم على ذلك، إذ لوحظ كثرة الخطأ ظاهراً من جهة امتناع رؤية الهلال بعد، لعدم خروجه من المحاق او عدم مضي مدة يحتمل معها قابليته للرؤية، أو دعوى الرؤية من نادر بين جماعة كثيرة يماثلونه أو يفضلون عليه في المعرفة بالاستهلال، او دعوى الرؤية في غير موضع وجود الهلال ــــــ لو كان ــــــــ فعلاً، لوضوح موضعه بحسب المعلومات الفلكية – التي لا تحتمل الخطأ- أو رؤيته على وضع غير وضعه الحقيقي الثابت بحسب تلك المعلومات كادعاء كون قوسه في جهة المشرق وهو في جهة المغرب، او ادعاء رؤيته في زمان لا يمكن رؤيته فيه لا نقضاء وقته، او غير ذلك.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص204