إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
على الإنسان العاقل أن يلتفت إلى ما يمكن أن يتفق منه على هذا النحو حتى يقوم إدراكاته تقويماً صحيحاً وسليماً، ولا يعتمد في ما يقوله ويبني عليه على مجرد ما يتراءى له من غير تثبت مناسب، فيقع بذلك في القول بغير علم والعمل على غير بصيرة، وهو باب واسع من أبوابهما، وكثيراً ما يوقع الآخرين أيضاً في الغلط مما يحول دون عملهم بوظائفهم الأخلاقية والشرعية، وقد يزرع مثل هذه الهواجس الخاطئة في نفوس الآخرين ـــــ لاسيما الأطفال والنساء ــــ مما يوجب عوارض مرضية لهم فتكون عليه تبعتها كلها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص203