إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
قد عرفت أن الاختلاف الواقع في الادراكات الانسانية والاختلال في ذلك كله قد يكون على وجه الخطأ، وقد يكون على وجه الخطيئة.
فالخطية منه كا كانت ناشئة عن تدخل صفة نفسية ذميمة كالانانية والانفة والتكاسل ونحوها، وقد مر الحديث عن ذلك.
والخطأ منه ما كان ناشئاً عن قصور من المرء فيه من غير ان تتدخل صفة نفسية ذميمة في اهمال خطوة من الخطوات اللزمة في المنهج العلمي، وهو على ضربين
اولهما ما يكون قدراً للإنسان لا محيص له عنه، فإن الإنسان مهما تعلم وجاهد فإنه لن يرتقي إلى درجة العصمة من الخطأ في علومه وإدراكاته، عدى من كان مسدداً من لدن الله سبحانة.
ثانيهما ما يمكن سلامة المرء منه إذا اتصف بمزيد من الرشد والتأمل والتفكير.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص194