إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
فقد يكون المرء شاكاً والمفروض به أن لا يقدم على العمل في حال الشك حتى يفحص ويطلع ولكنه لم يعبأ ولم يحذر، فهنا تترتب على العمل جميع الآثار الوضعية النفسية والخارجية، وإن كان ما يترتب منها على ارتكاب العالم أقوى مما يترتب على الجاهل المبتلى بالشبهة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص143