إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
هذا، وإن لمستوى النية أثراً في ارتفاع قيمة العمل وهبوطها، فرب فعل كإعانة فقيرــــ مثلاًــــــ صدر من شخص ولكن كانت نية أحدهما عليه أقوى وأصفى من جهة شدة تأذيه من معاناته وحرصه على رفعها عنه، فهو يندفع نحو إعانته بنحو أقوى، فتكون بركة عمله أكثر من الآخر، ورب فعل قبيح صدر من اثنين لكن كان ذلك من أحدهما بخبث وإصرار دون الآخر، فيكون ما تلحقه من اللعنة بفعله أكبر.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص130