إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
النية الحسنة في الفاضل والسيئة في ضده فهو أيضا من وجوه السعادة والشقاء بنفسه، لان النية الحسنة تعطي شعوراً بالراحة والطمأنينة والسكينة، والنية السيئة توجب شعوراً بالقلق والنكد والحزازة، على ان النية تمهد لما ينوى بها، فنية الفضيلة تمهد للفضيلة حيث تنير الفطرة وتقوي رسوخها في النفس فتتربى النفس عليها بتكرارها، كما إن نية الرذيلة تظلم النفس وتزرع فيها شوكة يكون المرء عرضة للإصابة بها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص125