إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ربما ظن بعض الناس ان سبل السعادة في الحياة تبتني على انتهاك القيم والحرمات كالكذب والخيانة والغدر ونحوها فمن تجنبه لزمه تحمل الشقاء فيها.
هذا الوهم انما يحدث لأحد أمرئين..
أما الأول فهو امرؤ نظر الى مورد أعقب عدله ضرراً وكذبه نفعاً، قظن أن تدبير المعيشة يكون بالغل والغش وشبه ذلك، ولم يعلم أن النظر في ذلك ينبغي أن يكون الى ما اتخذه المرء سيرة وجعله طريقة، وإنما يتأمل الحكيم جوامع الأمور وعواقبها دون الموارد المفردة والحلات المتشتتة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص123