إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
اعلم أن لله سبحانه حكمة بالغة في تقدير الحوادث المؤلمة في الحياة بقسميها فردية كانت ام جماعية..
أما ما كان قدر الإنسان في الحياة فهو اختبار وامتحان له حتى يميز الله سبحانه الناس بحسب خياراتهم، فيجازي كلاً بحسب سلوكه وخياره، قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) وقال: (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ على مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حتى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص119