بعد مقتل أصاحب الامام الحسين (ع) بكربلاء في هذه اللحظة شعر الامام (ع) بالوحدة لعدم وجود الناصر والمعين له ولحرم اهل بيت النبي، أطلق صرخة بوجه أهل الكوفة منادياً” هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا هل من ذاب عن حرم رسول الله صلى الله عليه واله" في محاولة أخيرة لأيقاظ أفكارهم الغافلة للسير في طريق قافلة سيد الشهداء (ع).
لم يكن نداء الامام الحسين (ع) شعوراً بالوحدة ولا محاولة لإيقاظ أفكار الكوفيين الغافلين فقط بل كانت هي صرخة خالدة على مدى الدهر تفتح الباب للالتحاق بركب الامام الحسين والسير في الحفل الملكوتي الذي تسارع أصحاب الامام (ع) للفداء بأروحهم لأجل سبط النبي محمد (ص)، وبحسب الروايات ونقلاً عن اهل البيت عليهم السلام ان اول من لبى النداء هو الامام زين العابدين (ع) اذ كان شديد المريضً وطالب من عمته الحوراء زينب عليها السلام عصى يتوكأ عليها والسيف يقاتل به فطلب الامام الحسين (ع) من اخته ان ترجعه فهو حامل نسل الأئمة وناشراً للثورة الحسينية بعده فأرجعته الى الخيمة.
لم تقف صرخة الامام الحسين (ع) في يوم العاشر من محرم سنة 61هــ بل استمرت بعد استشهاده لأجيال وعلى مر الزمن لتصل (لعام 1300هــ - 1882م حيث شهدت انطلاق عزاء حسيني باسم (ركضة طويريج) مستجيبة لنداء الامام (ع) ومؤسس هذا العزاء العلامة السيد مرزة صالح بن السيد مهدي الكبير القزويني المتوفى عام 1304 هـــ - 1886 م) (1) واصل العزاء مسيره متحدياً الأنظمة السياسية وقد فشلت كل محاولاته لإيقاف العزاء، وصولاً الى(عام 1347هـــ - 2015م حيث بلغ عدد المشاركين بالعزاء بحدود خمسة ملايين )، (2) اما في عام 1441هـــ 2019م شهدت الركضة سقوط شهداء مستجيبين نداء الامام وملتحقين بقافلة العشق ينهلون من ماء الكوثر في جنات الخلد مع سيد شباب اهل الجنة (ع).
المصدر
1. مجلة السبط، عزاء طويريج، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، العدد الثاني، ص114
2. مصدر سبق ذكره، ص115