إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
فمن ضرائب النعمة أن من أوتي نعمة حق عليه تقديرها ولزمه وظيفة أخلاقية بحسبها ومن حرمها لم يلحقه حسابها ولا نالته معاقبة كفرانها، وقد قال سبحانه وتعالى: (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) وعن النبي (ص) أنه قال: ((اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين))، وعنه (ص) انه قال: ((نجا المخفون))، وعن أمير المؤمنين (ع) انه قال: ((ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء. في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب)).
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص115