إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أما صدق هذه القاعدة في الدنيا فذلك ما يلحظ بتتبع الحياة الفردية في مجموع مسيرتها والحياة الاجتماعية، مع الالتفات الى مراحلها وتقلب أحوالها، من ان النعم الفردية والاجتماعية تستتبع مضاعفات سلبية في كثير من الحالات، فتأمل حياة الأفراد المنعمين والمترفين وحياة المجتمعات المنعمة والمترفة تجد فيها أنواعاً جلية وأخرى خفية من النكد والعناء والأحداث والمحاذير مما لا تشهده في المجتمعات الفقيرة والمتوسطة
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص113