إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
وهذا التقدير خاطئ بالتأمل الجامع في الأمور، إذ إن من سنن الحياة ـــــ التي تمثل نحواً من العدل في النظام الكوني ــــــ هو (أن على كل نعمة ضريبة، ولكل فقدان تخفيفاً)، وهذه القاعدة تنطبق في شأن كل من الدنيا والآخرة، إلا أن انطباقها في الحياة الدنيا نوعي، بمعنى أن النعمة مظنة الضريبة والفقدان مظنة التخفيف.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص112